السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيقولون: "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة"هل فكرت يومًا أن تكوني تلك المرأة العظيمةالتى تجعل من زوجها رجلاً عظيمًا؟كثيرات يتمنين ذلك،لكن فئة قليلة منهنمن سعين لتحقيق تلك الأمنية الغالية بشكل عملى،ونحن نأخذ بيدكعلى طريق النجاح لك ولزوجك عبر السطورالقادمة، ونقدم لك أسرار النجاح، وما هو دورك المنتظر لتيسيرتلك الأسرارأمام زوجك- ذكري زوجك دائمًا باستحضار النية الصالحة فى كل عمل، ولا تدفعيه لشيء فوق طاقته،فيلجأ لطريق حرام، أو فيه شبهة لتلبية طلبك، ولتكن وصيتك دائمًا له كوصية تلك المرأةالصالحةالتى قالت لزوجها: " اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالاً،فإننا نصبر على الجوع فى الدنيا،ولا نصبر على النار فى الآخرة ".- اقتربى من الواقعية فى وضع الأهداف، فإذا رأيت أن زوجك يضع أهدافًا خيالية فاجذبيه إلىالواقعية برفق وهدوء، واتبعي المرحلية فى وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أنينقسم إلى عدة أهداف جزئية، كلماتحقق هدف منها كونى عونًا لزوجك على تحقيق الثانىوهكذا ، ولا تتعجلى فى تحقيق تلك الأهداف، ولا تترددي فى التنازل عن بعض الأشياء التىتريدينها لنفسك فى سبيل مصلحةالأسرة.- طالما حدد الإنسان أهدافه، لابد من التخطيط السليم المنضبط لتحقيق تلك الأهداف،ويحتاج التخطيط السليم إلى المعرفة التامة بالعمل، فعليك إذًاتوفير الجو الملائم للزوج لمساعدتهعلى إنجاز مهمة التخطيط للعمل، وهوهادئ النفس ، مرتاح البال ، ساعديه فى حصر كل مايحتاج إليه لإنجاز العمل الذى يقوم به، وشاركيه فى وضع خطة خمسية يتم فيها إنجاز شيء مهمللأسرة كل خمس سنوات.- أمر الله بإحسان العمل وإتقانه فى كل الظروف والأحوال، وقد قال الرسولعليه الصلاة والسلام : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه "،فساعدي زوجك على الإتقان، وشجعيه على ذلك.- أكسبى زوجك الثقة بالنفس، فامتدحى فيه الصفات الحسنة، وذكريه بنجاحاته السابقة التىحققها فى حياتك معه، أو قبل زواجكما، اكتشفي مواهبه، فكثير من الناس لا يدرك حقيقةمواهبه، ويدله عليها الآخرون، شاركيه فى الوقوف على سلبياته ومحاولة مناقشتها وعلاجها؛لأنك أقرب الناس إليه، ولا تنسى أن تبدي له النصيحة فى ثوب جميل رقيق.- لا تغفلى أبدًا على أن الوقت هو الحياة، وحسن استغلال الوقت مهمة أكيدة من مهماتكومما يعينك على ذلك تحديد الزيارات للأقارب والأصحاب قبلهابوقت كافٍ، وعدم اتخاذهامجالاً لإضاعة الوقت، ومحاولة حل المشاكل الداخلية للأسرة مثل مشكلات الأولاد البسيطةدون إضاعة وقت الزوج فى مثل هذه الأمور، يمكنك أن تقومى ببعضالأعباء التى يقوم بها الزوجمثل شراء احتياجات المنزل حتى توفري له الوقت لاستئناف عمله أوللراحة، واستبدلي الأوقاتالمهدرة فى المكالمات الهاتفية، ومشاهدة التلفاز بمساعدة زوجك قدر استطاعتك.- إن أى نجاح فى الدنيا مبتور إذا لم يتصل بفعل الخيرات، ولانعنى الفروض التى فرضها الله تعالىعلينا، فأمرها مفروغ منه، بل نعني ما يتقرب به الإنسان المسلم من النوافل والصدقات وأعمالالبر، ويُقر علماء النفس حتى الغربيين ما لفعل الخيرات من أثر عظيم على النفس يدفعهاللنجاح؛حيث يترك فعل الخيرات فى النفس راحة واطمئنانًا، وسعادة لايعادلها أى أثر ، لذا ادفعي زوجكدفعًا حنونًا نحو كل الخيرات.- كثير من الناس يسعى فى مجالات عديدة، ويعمل أعمالاً كثيرة لكنها لا تكون ذات قيمة فيضيعوقته هباء لسبب بسيط هو أنه لم يمض فى تلك الأعمال حتى النهاية، إن هناك أعمالاً كثيرة،إما أن تكون كاملة أو لا تكون، من أجل ذلك ساعدي زوجك على أن يكون من أصحابالنفس الطويل بعدم الإلحاح عليه بطلباتك التى تفوق قدرته، فيضطر لترك عمله للانتقال إلى آخردون أن يحقق شيئًا فيه، فيفقد التفوق فى كليهما.- لا تخلو الحياة أبدًا من العقبات والعراقيل، ولكن العقل الواعى السائر نحو النجاح يعتمد دائمًاعلىهمةعالية تدفعه لتخطى العقبات، والصبر عند الملمات، وهذا سيد الخلق عليه الصلاةوالسلاميخاطبه ربه قائلاً: { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبروثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمننتستكثر} إنها دعوة لنفض غبارالنوم، وخوض معترك الحياة لإعمار الكون، ولكى يكون زوجكعالى الهمة يجب أن تكونى أنت كذلك أولاً.- اعلمى أن الإنسان لا يحتاج فى حياته شيئًا أكثر من الصبر،وفى الحديث عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم: " واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا "،فالصبر هو السبيل إلى الغاية المنشودة، ولا يقصد بالصبر احتمال الشدائد فحسب، بل هو الصبرالجميل الذى لا تصاحبه الشكوى إلا لله، ولا يخالطه الجزع والسخط، صبر يقترن دائمًا بالرضابالقضاء والثقة فيما عند الله،وأنه خير وأبقى.نجاح فاشلأخيرًا، يجب أن توقنى بالحقيقة التى تقول ليس كل الناجحين سعداء، بل هناك ناجحون نظنهمفى قمة السعادة، وهم تعساء يتمنون زوال تلك النجاحات، فالنجاح الذى يأتى على صحةالإنسان الجسمية والنفسية والأخلاقية هو فى الحقيقة نجاح مدمر، والفشل خير منه، فاحذريمن دفع زوجك للنجاح فى أمر يعانى منه أكثر من معاناته في الفشل.إن الحياة توازن بين أشياء عديدة، الإخلال بشيء منها يدفع الحياة نحو الكدر والفشل والخسارة،ذلك التوازن لن يوضحه أروع ولاأجمل من حديث رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:" إن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، فأعط كل ذى حق حقه ".