رد: شرح أسماء الله الحسنى "الفتاح"
كُتب : [ 27-10-2014
- 17:52
]
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: }قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ{([1])، قال صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك» }أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ{ قال: «أعوذ بوجهك»، فلما نزلت: }أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ{، قال صلى الله عليه وسلم: «هاتان أهون أو أيسر»([2]).
قال زيد بن أسلم: لما نزلت: }قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ{، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف، فقالوا: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله..»([3]).
فاعلم بعد هذا أن الله سيجعل يومًا لهلاك الظالم الباغي، ولنصرة المؤمن، وهذا يدعو إلى الاطمئنان، وهو قول الأنبياء في قوله تعالى: }رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ{([4])، والله يقول: }وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ{([5])، وقد استجاب الله سبحانه لرسله ولدعائهم، ففتح بينهم وبين أقوامهم بالحق، فنجى الرسل وأتباعهم وأهلك المعاندين المعرضين عن الإيمان بآيات الله، وهذا من الحكم بينهم في الحياة.
3- وكذا يوم القيامة يوم الفتح الحقيقي، فإن الله سبحانه هو الفتاح الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون في الدنيا.
قال تعالى: }قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ{([6])، ففي يوم القيامة يقضي الله عز وجل ويفصل بين العباد، وهو سبحانه لا يحتاج إلى شهود ليفتح بين خلقه؛ لأنه لا تخفى عليه خافية، وما كان سبحانه غائبًا عما حدث في الدنيا، قال سبحانه }فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ{([7]).
وقد سمى الله عز وجل يوم القيامة بيوم الفتح في قوله تعالى: }قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ{([8])، والمراد بالفتح: هو القضاء والفصل يوم القيامة ([9])، وسمي فتحا؛ لأن الله تعالى يفتح فيه على المؤمنين.
4- إن الله عز وجل متفرد بعلم مفاتح الغيب، فهو الذي يعلمها، فعلم الغيب مستغلق إلا على الرب سبحانه فهو يعلمه، قال الله تعالى: }وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ{([10]):
قال القرطبي رحمه الله: "مفاتح جمع مفتح، هذه اللغة الفصيحة، ويقال مفتاح، ويجمع مفاتيح...، والمفتح عبارة عن كل ما يحل غلقًا، محسوسًا كان كالقفل على البيت، أو معقولاً كالنظر...، ثم قال: وهو في الآية استعارة على التوصل إلى الغيوب، كما يتوصل في الشاهد بالمفتاح إلى المغيب عن الإنسان"([11]).
وهذه الآية تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ وذلك لأن الخلق لا يعلمون إلا ما علمهم خالقهم سبحانه، ولو كان لمخلوق أن يعلم الغيب لكان الرسل هم الأولى في هذا، ولكنهم بشر، ولذا يعود علم الغيب لخالقهم، ولا يعلمون من الغيب إلا ما أطلعهم الله سبحانه وتعالى عليه قال تعالى: }عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ{([12])، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{([13])([14]).
ولما رميت عائشة رضي الله عنها بالإفك لم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهي بريئة أم لا؟، حتى أخبره الله عز وجل بقوله }أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ{([15]).
وقد ذبح إبراهيم عليه السلام عجلاً للملائكة، ولا علم له بأنهم ملائكة حتى أخبروه وقالوا له كما جاء في قوله تعالى: }إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ{([16])، ولما جاءوا لوطًا عليه السلام لم يعلم أيضًا أنهم ملائكة، ولذا }سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ{([17])، ولم يعلم خبرهم حتى قالوا: }إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{([18])، فأين إيماننا بأنه لا يعلم الغيب إلا الله؟!، مع هذه القنوات الهدامة التي أولع الناس بها إيلاعًا شديدًا، ولا يحسبن أحد أن قضية السحر والشعوذة وظهورها على القنوات وليدة لحظة، إنما هي قضية تراكمية؛ فإنهم لما انتشروا وتوسعوا في قنوات الفساد والعهر والبغي، وما تحتويه من أفلام هابطة وبرامج مفسدة، جاءت النتيجة سحر وشعوذة، وإن لم يكن لدى المسلمين إصلاح إعلامي يمثل المسلمين بإيمانهم الحق، فلن يقف الباطل عند هذا الحد، بل سيسارعون لإيجاد قنوات تعلم الكفر؛ وللشيطان عقبات سبع، العقبة تتلو العقبة:
1- فإن الشيطان سيأتيه بالكفر..
2- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق البدعة..
3- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق الكبائر..
4- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق الصغائر..
5- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق عقبة التوسع في المباحات..
6- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق تقديم المفضول على الفاضل..
7- فإن لم يصل إليه أتاه من طريق تسليط جنوده من الإنس والجن على ذلك العبد المؤمن..
وهكذا يتدرج الشيطان في إغواء العباد فإما أن يحصل له مراده وتحصل الغواية، فيضل العبد؛ فيكون جزاؤه أن يكون هو ومُضِلّه من الخاسرين، وإما أن تتحطم قواه أمام قوة إيمان ذلك العبد فيرتد إبليس على عقبيه ويفوز ذلك العبد بجنات النعيم، قال الله تعالى: }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{([19]).
ويجدر بنا هنا أن نشير إلى علم التنجيم الذي انتشر بين الناس واختلط لديهم علم الفلك بعلم النجوم، حتى أولع الكثير بقراءة الأبراج لمعرفة الحظ السنوي والشهري واليومي أو لمعرفة مواصفات الشخصية، فعلم التنجيم، ينقسم إلى قسمين:
1- علم التأثير.
2- علم التسيير.
فالأول: علم التأثير: "وهو علم روحانيات النجوم" ويعني: ربط الأجرام الفلكية بالحوادث الأرضية، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة، بمعنى أنها هي التي تخلف الحوادث والشرور، فهذا شرك أكبر؛ لأن من ادعى أن مع الله خالقًا، فهو مشرك شرك أكبر، لأنه قد جعل المخلوق المُسَخَّر خالقًا مُسخِّرًا.
وهذا النوع تمثله طائفة الصابئة، والله تعالى ذم الصابئة وامتدحهم أحيانًا، فإذا جاء الذم على طائفة الصابئة يعني بهم عبدة النجوم، وهم الذين يرون أن النجوم فاعلة مؤثرة في نفسها، ولذلك يصورون تماثيل ويسمونها بأسماء النجوم، ويصرفون لها العبادة من دون الله جل وعلا؛ لأنهم يعبدون الشمس والقمر وسائر الكواكب، ويضيفون السعادة والنحس إليها.
وإذا جاء المدح والثناء للصابئة في القرآن فيعنى به أهل الإيمان؛ لأن المشركين كانوا يسمون من ترك دينهم إلى الإيمان صابئًا.
الثاني: أن يجعلها سببًا يدعي به علم الغيب، فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا، وذلك بسبب أن النجم الفلاني صار كذا وكذا، مثال ذلك أن يقول: هذا الإنسان ستكون حياته شقاء؛ لأنه ولد في النجم الفلاني، وهذا حياته ستكون سعيدة؛ لأنه ولد في النجم الفلاني، فهذا اتخذ تعلم قراءة النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب.
ويندرج تحت هذا العلم كثير من العلوم مثل: [علم الأبراج، وقراءة الفنجان، وضرب الودع أو قراءة العين].
وهذا العلم من الكهانة، والكهانة مصطلح عام معناه: ادعاء علم الغيب، سواء عن طريق النجوم، أو قراءة الكف، أو الضرب بالودع، أو التكهن بالأبراج؛ لمعرفة الحظ اليومي، أو الحظ الشهري أو الحظ السنوي، ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة؛ لأن الله تعالى يقول: }الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{([20])، وهذا من أقوى أنواع الحصر؛ لأنه بالنفي والإثبات..
فمن قرأ هذه الأمور، أو سأل الكهان لمعرفة الغيب، وصدقهم فيما قالوا، فقد أتى أمر كفر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى حائضًا, أو امرأة في دبرها, أو كاهنًا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد»([21])، وحمل الشيخ محمد بن عثيمين والشيح صالح الفوزان الكفر هنا على الكفر الأكبر؛ لأن علم الغيب خاصية من خصائص الله، فكيف يعتقد العبد أن لله شريكًا في علم الغيب.
الثالث: من يسأل المنجمين ويقرأ الأبراج، لا ليعلم الغيب ولكن لمعرفة مواصفات الشخصية..
فيسأل:
* هل جعل الله النجوم أسبابًا شرعية لمواصفات الشخصية؟!!..
* هل جعل الله النجوم أسبابًا حسية؟!!..
والجواب: هو النفي بالتأكيد؛ وذلك لأن العبد المؤمن عنده قاعدة: كل ما ليس بسبب شرعي ولا حسي من اتخذه فقد أشرك، فقراءة الأبراج لمعرفة المواصفات الشخصية شرك أصغر.
ومثال ذلك: من يلبس الخاتم أو الأسورة للشفاء، وهذا لم يثبت بالشرع ولا بالطب، فقد أشرك.
جاء في الحديث عن عمران بن الحصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في كفه حلقة من صفر، فقال: «ما هذه الحلقة؟، قال: هذه من الواهنة، قال: انزعها؛ فإنها لا تزيديك إلا وهنًا»([22]).
وفي الحديث: «من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له»([23]).
وهذه ميزة من ميزات الإسلام، فإنه يحفظ عقل الإنسان من الخرافات والخزعبلات، فالمسلم يعرف إن كان هذا الشيء قد جاء عن طريق الشرع، أو عن طريق الحس، وأثبته العقل كالأكل لدفع الجوع، والشرب لدفع العطش، وهكذا...، وما عداهما من الأوهام يترفع أن يعتقده أو يقر به.
وفي هذا الزمان - والله المستعان - قَلَّ أن يخلو الناس في تعاملهم مع الأبراج من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، مع كثرة الأدلة المحذرة من هذا الفعل الشنيع.
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم»([24]).
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: «صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟!، قالوا: الله ورسوله أعلم!، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»([25]).
ومن الفتنة أن يقول الإنسان: قرأت ما عليه الكهان والعرافين واستقرأته فوجدته حقًا!، فتلك من الفتنة التي أخبر الله عز وجل عنها في الكتاب وأخبر عنها رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة، ألا تقرؤون في صفة الدجال أنه يأتي بتغيير حقائق، كأن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت!..
قال تعالى: }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{([26]).
فلو قرأه أحد وما وجده حقًا لم يقرأه أحد بعده، وبهذا يقع التمييز والتمحيص، وهذا هو الاختبار الحقيقي للعباد.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه، فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم»([27]).
وعنها رضي الله عنها قالت: سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: «ليسوا بشيء»، فقالوا: يا رسول الله: فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقًا؟!!، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تلك الكلمة يخطفها الشيطان فيقرقرها بأذني وَليِّه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيها بأكثر من مائة كذبة»([28]).
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "لكن العجب من العبد كيف يتعلق بكلمة واحدة فيها صدق وينسى تسعةً وتسعين كذبة!!". اهـ.
الرابع: من يشاهد قنوات السحر، أو يقرأ الأبراج فضولاً وحب استطلاع دون تصديق، فحكم فعله حرام، بل ومن كبائر الذنوب..
عن بعض أمهات المؤمنين رضي الله عنهن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء؛ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة»([29]).
فمجرد السؤال يحرق صلاة أربعين ليلة!!!..
قوله: «من أتى عرافًا»:
العراف في اللغة: كثير المعرفة، وقيل: إن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلمون في معرفة الأمور بتلك الطرق، وقيل: إن العراف طبيب العرب والكاهن ([30])، وقيل: المنجم أو الحازي الذي يدعي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه ([31]).
فمن تكلم بمعرفة الأمور المغيبة إما الماضية وإما المستقبلة بتلك الطرق – طرق التنجيم، أو طريق الخط في الرمل، أو ضرب الودع، أو بقراءة الفنجان أو الكف، أو بطلب شيء من الملابس، أو بالسؤال عن اسم الأم أو الأب، أو بالخشبة المكتوب عليها أبجد هوز، أو بالكرة الكرستالية، ونحو ذلك – فهو كاهن، فكل من يخبر عن الأمور المغيبة بشيء يجعله وسيلة لمعرفة الأمور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافًا؛ لأنه لا يحصل له أمره إلا بنوع من الكهانة.
وقيل: العراف: هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، مما يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها، وهذا المعنى أعم، ويدل عليه الاشتقاق، إذ هو مشتق من المعرفة، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة.
والكاهن مشرك بالله عز وجل؛ لأنه يستخدم الجن ويتقرب إليهم، ولا يصل إلى حقيقة السحر، ولا تخدمه الجن كما يريد حتى يهين القرآن، ويكفر بالله، ويسبه ويسب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله، والسحر شرك بالله تعالى؛ لأنه ادعاء علم الغيب، قال تعالى: }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{([32]).
وقد فصل فضيلة الشيخ ابن عثيمين القول في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» فقال رحمه الله:
ظاهر الحديث أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يومًا، ولكنه ليس على إطلاقه، فسؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام:
* القسم الأول:
أن يسأله سؤالاً مجردًا، فهذا حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافًا فسأله، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه، إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم.
* القسم الثاني:
أن يسأله فيصدقه، ويعتبر قوله، فهذا كفر؛ لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، حيث قال تعالى: }قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{([33]).
* القسم الثالث:
أن يسأله ليختبره: هل هو صادق أو كاذب؟، لا لأجل أن يأخذ بقوله، فهذا لا بأس به ولا يدخل في الحديث، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد فقال: «خبأت لك خبيئًا» - وكأنه يستفسره – قال ابن الصياد: الدخ، فقال صلى الله عليه وسلم: «اخسأ فلن تعدو قدرك»([34])، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له؛ لأجل أن يختبره، فأخبره به ([35]).
والثاني: علم التسيير:
وهو علم يحتاجه الناس لضبط مصالحهم الدينية والدنيوية، وينقسم إلى قسمين:
* القسم الأول:
أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية، فهذا مطلوب، وإذا كان يعين على مصالح دينية واجبة كان تعلمه واجبًا، كما لو أراد أن يستدل بالنجوم على جهة القبلة، فالنجم الفلاني يكون ثلث الليل قبله، والنجم الفلاني يكون ربع الليل قبله، فهذا فيه فائدة عظيمة..
* القسم الثاني:
أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية، فهذا لا بأس به، وهو نوعان:
1- النوع الأول: أن يستدل بها على الجهات، كمعرفة أن القطب يقع شمالاً، والجدي وهو قريب منه يدور حوله شمالاً، وهكذا، فهذا جائز، قال تعالى: }وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ{([36])، وقال تعالى: }وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ{([37]).
2- النوع الثاني: أن يستدل بها على الفصول، وهو ما يعرف بتعلم منازل القمر، فهذا كرهه بعض السلف، وأباحه آخرون، ومن كرهه علل ذلك بأنه: يخشى إذا قيل: طلع النجم الفلاني، فهذا وقت الشتاء أو الصيف، أن يعتقد بعض العامة أنه هو الذي يأتي بالبرد أو الحر أو بالرياح.
3- ومن آثار الإيمان باسم الله «الفتاح»: الرحمة التي يفتحها الله على عباده، وأعظم فتح هو إدخال الإيمان في القلوب، وفتحه على من يشاء من عباده من الحكمة والعلم والفقه في الدين، ويكون ذلك بحسب التقوى والإخلاص والصدق، قال تعالى: }وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{([38]).
وقد امتن الله جل وعلا على عباده أن فتح عليهم بالإيمان، فقال تعالى: }أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ{([39]).
ومعنى قوله: }فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ{: أن بعض القلوب قابلة لذكر الله مستبشرة به، وبعضها – والعياذ بالله – رافضة لذلك، ولذلك نوح عليه السلام مع كثرة ما يذكر قومه بالله فإن ذلك لا يزيدهم إلا طغيانًا وفرارًا، قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام }قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا{([40])، فذكر الله موجب للانشراح في قلوب بعض العباد، وبعضهم قلبه رافض لهذا الذكر صاد عنه.
قال الرازي: "إن قيل: ذكر الله سبب لحصول النور والهداية وزيادة الاطمئنان، كما قال تعالى: }الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{([41])، فكيف جعله في هذه الآية سببًا لقسوة القلوب؟!!.
والجواب أن نقول: إن النفس إذا كانت خبيثة الجوهر، كدرة العنصر، بعيدة عن مناسبة الشرع، شديدة الميل إلى الهوى والطبائع البهيمية، فإن سماعها لذكر الله يزيدها قسوة ونفورًا، ...، والفاعل الواحد تختلف أفعاله بحسب اختلاف القوابل، كنور الشمس يلين الشمع، ويعقد الملح في الماء"([42]).
والقاسية قلوبهم عن ذكر الله، مهما تأخذ بيده إلى ذكر الله تجده يحيد عنك، كحال قوم نوح عليه السلام مع نوح، ولذلك الله عز وجل أثنى على المؤمنين فقال: }وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا{([43])، وقال: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{([44])، وقال: }اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{([45])، وفي هذه الآية بيان ما يحصل عند سماع القرآن من التأثر لسامعيه والاقشعرار، يقال: اقشعر جلده إذا تقبَّض وتجمع من الخوف ([46])، والمعنى أنها تأخذهم منه قشعريرة، قال الزجاج رحمه الله: :إذا ذكرت آيات الله اقشعرت جلود الخائفين لله، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ذكرت آيات الرحمة، وتقشعر إذا ذكرت آيات العذاب، فمن رحمة الله أنه يذكر الشيء ثم يذكر ضده([47])، والقرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، كانوا إذا رأوا عجزهم عن معارضته اقشعرت الجلود منه؛ إعظامًا له وتعجبًا من حسنه وبلاغته، ثم تلين جلودهم وقلوبهم..
قال تعالى: }أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ{([48]):
بعد أن حكم الله سبحانه وتعالى عليهم بالضلال المبين في الحياة الدنيا حيث قال في الآية السابقة: }أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ{([49])، أشار إلى حكمهم في الآخرة فقال: }أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ{، أخبر أنهم يعذبون في الوجه وهو أشرف أعضاء الإنسان، وذلك لما كانت علامات الاشمئزاز والقسوة تظهر على الوجه الذي كره ما أنزل..
ومن الرحمة التي يفتحها الله على عباده: الإيمان في القلوب والهداية والتوفيق لهم لما فيه الصلاح والسداد، وتحبيب الله لمن اصطفاه الإيمان والأعمال الصالحة، وتزيين ذلك في قلوب عباده، قال تعالى: }حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ{([50]).
وإن كنت ممن فتح الله له بالإيمان، وطلب العلم، والإقبال على الطاعة، فاستمع إلى وصية ابن القيم لك:
قال ابن القيم – رحمه الله – "فيا من فتح الله أقفال قلبه، وأفاض عليه نورًا من عنده، حل أقفال القلوب الجاهلة بمفاتيح العلوم، كن فتاحًا بما فتح الله عليك قال الله تعالى: }وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{ قال تعالى: }فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ{([51])، وإن كنت لم تصل إلى هذا المقام، وفتح عليك من الرزق الظاهر فكن ذا يد سمحة، وقلب فتاح واسع" وكن مفتاح خير ومغلاق شر، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه»([52]) وفي الحديث: «إن لله عند أقوام نعمًا أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين ما لم يملوهم، فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم»([53]) ومن الأماكن التي يفتح فيها باب الرحمة: المساجد، لما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم»([54])، ومن الحديث يتبين أن الدخول إلى المسجد رحمة والخروج منه بداية معركة مع الشيطان، وذلك لأن المساجد أماكن الرحمات وإجابة الدعوات ووجود الملائكة والناس الصالحين، أما إذا خرج من المسجد فقد خرج لمكان تنتشر فيه الشياطين من الإنس والجن، فناسب أن يستعيذ بالله من الشيطان وأن يطلبه العصمة منه.
5- قد يفتح الله سبحانه النعم للناس استدراجًا لهم، إذ تركوا ما أمروا به ووقعوا فيما نهوا عنه، كما قال تعالى: }فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ{([55])، ويحسن بنا أخيرًا أن نبين الفرق بين الاستدراج والمكافأة: فإن الإنسان إذا كان صاحب إيمان وفتح الله له أبواب الرزق فهذه دلالة مكافأة، وإذا كان صاحب معصية وفتحت له أبواب الرزق فهذه دلالة استدراج كرزق الله سبحانه وتعالى لقارون وفرعون استدراجًا والله تعالى أعلم.
أسأل الله أن يفتح لنا بمفاتح الرزق، وأن يفتح بيننا وبين القوم الظالمين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ويأخذ بأيدينا للبر والتقوى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
([1])سورة الأنعام، الآية 65.
([2])أخرجه البخاري (6883).
([3])أخرجه ابن جرير الطبري في تفسير (7/225)، وقد أخرجه البخاري في الصحيح مختصرًا، في متنه قصة (121).
([4])سورة الأعراف، الآية 89.
([5])سورة إبراهيم، الآية 15.
([6])سورة سبأ، الآية 26.
([7])سورة الأعراف، الآية 7.
([8])سورة السجدة، الآية 29.
([9])تفسير ابن كثير (3/465).
([10])سورة الأنعام، الآية 59.
([11])تفسير القرطبي، (7/1).
([12])سورة الجن، الآية 26، 27.
([13])سورة النمل، الآية 65.
([14])أخرجه مسلم، وهو جزء من حديث طويل (177).
([15])سورة النور، الآية 26.
([16])سورة هود، الآية 70.
([17])سورة هود، الآية 77.
([18])سورة الحجر، الآية 40-42.
([19])سورة النمل، الآية 65.
([20])سورة العنكبوت، الآية 1، 2.
([21])أخرجه النسائي في الكبرى (9017)، وابن ماجة في السنن (639)، والترمذي في السنن (135)، وصححه الألباني.
([22])أخرجه ابن ماجة، (3531)، وقال الألباني: ضعيف.
([23])أخرجه الحاكم في المستدرك (7501)، والبيهقي في السنن (19389) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (492).
([24])أخرجه الحاكم في الصحيح (6137)، أحمد في مسنده (11122) وزاد عليه: (ولا كاهن ولا منان)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2362): حسن لغيره.
([25])أخرجه البخاري (991).
([26])سورة النمل، الآية 65.
([27])أخرجه البخاري (3038).
([28])أخرجه البخاري في الأدب المفرد (882)، وصححه الألباني.
([29])أخرجه مسلم في صحيحه (2230).
([30])المعجم الوسيط ج2: ص595.
([31])لسان العرب ج9: ص238.
([32])سورة النمل، الآية 65.
([33])سورة النمل، الآية 65.
([34])متفق عليه، أخرجه البخاري (6244) واللفظ له، ومسلم (2930).
([35])القول المفيد على كتاب التوحيد (1/532).
([36])سورة النحل، الآية 16.
([37])سورة الأنعام، الآية 97.
([38])سورة البقرة، الآية 282.
([39])سورة الزمر، الآية 22.
([40])سورة نوح، الآية 5-7.
([41])سورة الرعد، الآية 28.
([42])التفسير الكبير (26/232).
([43])سورة الفرقان، الآية 73.
([44])سورة الأنفال، الآية 2.
([45])سورة الزمر، الآية 23.
([46])فتح القدير (4/459).
([47])المرجع السابق.
([48])سورة الزمر، الآية: 24.
([49])سورة الزمر، الآية: 22.
([50])سورة الحجرات الآية: 7.
([51])سورة الأنعام الآية: 44.
([52])أخرجه ابن ماجة في السنن (237) وحسنه الألباني.
([53])أخرجه الطبراني، وحسنه الألباني (2616).
([54])أخرجه ابن ماجة في السنن (773)، وصححه الألباني.
([55])سورة الأنعام الآية: 44.
|